نختار رجلا من بكر بن وائل نرضاه جميعا، فيلي أمرنا حتّى يأتى أمر الخليفة وهو يأبى هذا.» قال:
- «يا با علىّ إنّى أخاف أن يهلك أهل هذا الثغر فأت أميرك وقل ما شئت تجب إليه ولا تطمع سفهاء قومك فيما دخلوا فيه.» فقال الكرمانىّ:
- «إنّى لا أتّهمك فى نصيحة ولا عقل ولكنّى لا أثق بنصر، فليحمل من المال ما شاء وليشخص.» قال:
- «فهل لك فى أمر يجمع الأمر بينكما، تتزوّج إليه ويتزوّج إليك؟.» قال:
- «لا آمنه على حال.» قال:
- «ما بعد هذا خير وإنّى لخائف أن يهلك غدا بمضبعة.» قال:
- «لا حول ولا قوّة إلّا بالله.» فقال له عقيل:
- «أعود إليك؟» قال:
- «لا ولكن أبلغه عنّى وقل له لا آمن أن يحملك قوم من أمرى على غير ما تريد فتركب منّا ما لا بقيّة [١] بعده. فإن شئت خرجت عنك لا من هيبة لك ولكن أكره أن أشأم أهل هذه البلدة وأسفك الدماء.» وتهيّأ ليخرج إلى جرجان.
[١] . بقية: فى الأصل غموض، وما أثبتنا من الطبري (٩: ١٨٦٦) .