للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن عمر فى اليمانية فهم متعصّبون يقتتلون فيما بين الكوفة والحيرة.

وكان سبب قتال عبد الله بن عمر النضر بن سعيد الحرشي أنّ مروان ولّى النضر العراق وعزل عبد الله بن عمر فأبى عبد الله أن يسلّم وقاتل النضر ووجد أعوانا من اليمانية للعصبيّة التي بينهم وبين المضريّة.

فلمّا دنا الضحّاك فيمن معه من الكوفة اصطلح ابن عمر [٢٣٠] والحرشىّ وصار أمرهما واحدا ويدا على قتال الضحّاك، وخندقا ومعهما يومئذ من أهل الشام نحو من ثلاثين ألفا لهم قوّة وعدّة ومعهم قائد من أهل قنّسرين يقال له، عبّاد بن العزيل، [١] فى ألف فارس قد كان مروان أمدّ به ابن الحرشي فبرزوا لهم فقاتلوهم فقتل يومئذ عاصم بن عمر بن عبد العزيز وجعفر بن عبّاس الكندي وهزموهم أقبح هزيمة.

ولحق عبد الله بن عمر فى جماعتهم بواسط، وتوجّه ابن الحرشىّ، وجماعته المضريّة، وإسماعيل بن عبد الله القسرىّ، إلى مروان واستولى الضحّاك بن قيس والحروريّة على الكوفة وأرضها، وجبوا السواد.

ثمّ استخلف الضّحاك رجلا من أصحابه يقال له: ملحان، على الكوفة فى مائتي فارس ومضى فى أصحابه إلى عبد الله بن عمر بواسط، فحاصره بها، وكان عبد الله بن عمر يأمل أن يقتل مروان لحديث سمعه وهو:

- «إنّ عين بن عين بن عين، يقتل ميم بن ميم بن ميم.» فكان يروى هذا الحديث ويظنّه هو حتّى تبيّن بعد ذلك فقتله عبد الله بن علىّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب [٢] .

فذكر أنّ أصحاب ابن عمر لمّا انهزموا فلحقوا بواسط، [٢٣١] قالوا لابن عمر:


[١] . فى الطبري (٩: ١٨٩٩) : الغزيل (بالغين المعجمة) .
[٢] . فأصبحت العينات خمسا وهي فى هذا الحديث ثلاث.

<<  <  ج: ص:  >  >>