للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوطّن على الموت نفسه قوم، وولّى سليمان السكسكي على شطرهم وعلى الشطر الباقي. ثبيتا [١] البهراني فتوجّهوا إليه مجتمعين على أن يبيّتوه فإن أصابوا منه غرّة، فوجدوه متحرزا فى الخنادق يسير على تعبئة. فتهيّبوا [٢] وكمنوا فى زيتون على طريقه، فخرجوا عليه وهو يسير على تعبئة، فوضعوا السلاح [٢٣٧] فيمن معه وانتبذ، ثمّ فنادى فى خيوله، فثابت إليه من المقدمة والمجنّبتين والساقة فقاتلوهم.

والتقى السكسكي وفارس من فرسانه من بنى سليم، فصرعه السلمى عن فرسه وأسره وأتى به إلى مروان فقال:

- «الحمد لربّ أمكن منك فطال ما بلغت منّا.» قال:

- «استبقني فإنّى فارس العرب.» قال:

- «كذبت، الذي جاء بك أفرس منك.» فأمر به فأوثق، وقتل ممّن صبر معه نحو من سبعة آلاف. [٣] وأفلت ثبيت ومن انهزم معه فلمّا أتوا سليمان خلّف أخاه سعيد بن هشام فى مدينة حمص، وعلم أنّه لا طاقة له به، ومضى هو إلى تدمر ونزل مروان بحمص فحاصرهم عشرة أشهر، ونصب عليها نيّفا وثمانين منجنيقا تخطر عليهم حجارتها ليلا ونهارا، وهم فى ذلك يخرجون إليه كلّ يوم فيقاتلونه، وربّما بيّتوا نواحي عسكره. ولمّا تتابع عليهم البلاء ولزمهم الذّل سألوه الأمان على أن يمكّنوه من سعيد أخى سليمان وابنيه عثمان ومروان ومن قوم كانوا يغيرون على عسكره ويشتمونه من السور. فآمنهم واستوثق من سعيد وابنيه ومثل بالباقين، ثمّ أقبل متوجّها إلى الضحّاك؟


[١] . فى آ: «نبيتا» .
[٢] . فى آ: فتهيّبوا. والطبري كالأصل.
[٣] . فى الطبري (٩: ١٩١١) : ستة آلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>