للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى أيضا أنّ سليمان لمّا انهزم من مروان أقبل إلى ابن عمر، [٢٣٨] ثمّ خرج معه إلى الضحّاك وبايعه. وفى ذلك يقول شاعرهم: [١]

ألم تر أنّ الله أظهر دينه ... وصلّت قريش خلف بكر بن وائل

ولمّا استقام لمروان الشام ونفى عنها من كان يخالفه وقتل بها تلك المقتلة العظيمة أقبل حتّى نزل نهر سعيد بن عبد الملك، وبلغ ذلك ابن عمر فأعلم ذلك الضحّاك، فارتحل الضحّاك وأقام ابن عمر بواسط، وبلغ خبر مروان ملحان الشيبانى وكان عامل الضحّاك على الكوفة، فخرج إليه يقاتله وهو فى قلّة من الشراة، فلقى النضر وكان النضر قد توجّه إليه وبلغ القادسيّة وصبر فى المعركة حتّى قتله النضر.

وبلغ الضحّاك قتل ملحان، فاستعمل على الكوفة المثنّى بن عمران من بنى عائذة. وسار الضحّاك، فأخذ على الموصل، لأنّ أهل الموصل كاتبوه ودعوه ليمكّنوه منها. فسار فى جماعة جنوده حتّى انتهى إليها وعليها يومئذ عامل لمروان من بنى شيبان يقال له: القطران بن أكمة [٢] ففتح أهل الموصل المدينة للضحّاك، وقاتلهم القطران فى قومه وجماعة يسيرة من أهل بيته وثبتوا حتّى قتلوا واستولى الضحّاك على الموصل. [٢٣٩] وبلغ خبره مروان فكتب إلى ابنه عبد الله وهو خليفته على الجزيرة يأمره أن يسير فيمن معه ومن قدر على جمعه، إلى نصيبين ليشتغل الضحّاك عن توسط البلاد.

فشخص عبد الله إلى نصيبين فى جماعة روابطه [٣] وهو نحو من سبعة آلاف


[١] . هو شبيل بن عزرة الضّبعىّ (الطبري ٩: ١٩١٣) .
[٢] . القطران بن أكمة: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٩٣٨) .
[٣] . كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٩٣٩) : فى جماعة روابطه.

<<  <  ج: ص:  >  >>