- «ما أقدمك، وقد أظهرت العصبية وكان أمرا قد أطفأه الله؟» وكان عامل نصر على نيسابور ضرار بن [٢٥٢] عيسى العامرىّ فأرسل إليهم نصر بن سيّار سنانا الأعرابىّ ومسلم بن عبد الرحمن وسلم بن أحوز فكلّموهم حتّى خرجوا وتلقّوا نصرا بالمواكب والهدايا والجواري.
وقدم من مكّة على نصر عبد الحكم [١] بن سعد وأبو جعفر عيس. فقال نصر لعبد الحكم:
- «أما ترى ما صنع سفهاء قومك؟» فقال عبد الحكم:
- «بل سفهاء قومك، طالت ولايتك وصيّرت الولاية لقومك دون ربيعة واليمن فبطروا، وفى ربيعة واليمن حلماء وسفهاء فغلب سفهاؤهم حلماءهم.» فقال عبّاد:
- «أتستقبل الأمير بهذا الكلام؟» فقال:
- «دعه فقد صدق.» فقال أبو جعفر عيسى لنصر:
- «أيّها الأمير حسبك من الولاية، فإنّه قد أظلّ أمر عظيم سيقوم رجل مجهول النسب يظهر السواد ويدعوا إلى دولة لا محالة ستكون فيغلب على الأمر وأنتم تنظرون وتضطربون.» فقال نصر:
- «ما أشبه أن يكون ما تقول لقلّة الوفاء وسوء ذات البين. وجّهت إلى
[١] . فى الطبري (٩: ١٩٢٩) : الحليم، وفى حواشيه: الحكم.