للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعتزل فى خمسة آلاف [١] وقال:

- «نحن الفئة العادلة ندعو إلى الحق ولا نقاتل إلّا من قاتلنا.» وأتى الحارث مسجد عياض فأرسل إلى الكرمانىّ يدعوه إلى أن يكون الأمر شورى. فأبى الكرمانىّ. وكتب أصحاب الحارث إلى الكرمانىّ وأصحابه:

- «نوصيكم بتقوى الله [٢٥٤] وطاعته وتحريم ما حرّم الله عزّ وجلّ من دمائكم أمّا بعد، فإنّ اجتماعنا كان إلى الحارث ابتغاء الوسيلة إلى الله، ونصيحة لله فى عباده، فعرّضنا أنفسنا للحرب، ودماءنا للسفك، وأموالنا للتلف، وصغر ذلك كلّه عندنا فى جنب ما نرجو من ثواب الله ونحن وأنتم إخوان فى الدين وأنصار على العدوّ، فاتّقوا الله وارجعوا إلى الحقّ فإنّا لا نريد سفك الدماء بغير حقّها.» وأقاموا أيّاما. فأتى الحارث بن سريج ثلمة فى الحائط فوسّعها عند دور آل هشام بن أبى الهيثم فتفرّق عن الحارث أهل البصائر وقال: «غدرت.» وأقام معه نفر ودخل الكرمانىّ من باب سرخس فحاذى بالحارث ومرّ به المنخّل الأزدى فقتله السّميدع ونادى:

- «يا لثارات لقيط.» واقتتلوا وعبّى الكرمانىّ ميمنته وميسرته واشتدّ الأمر بينهما فانهزم أصحاب الحارث وقتلوا ما بين الثلمة وعسكر الحارث وكان الحارث على بغل فنزل عنه وركب فرسا فحرن [٢] وانهزم. صحابه فبقى فى مائة فقتل وقتل أخوه سوادة وجماعة معه نحو مائة.

وكفّ الكرمانىّ وكان قد قتل من أصحاب الكرمانىّ أيضا مائة. [٢٥٥]

و


[١] . فى الطبري (٩: ١٩٣١) : خمسة آلاف وخمس مائة.
[٢] . فى الطبري (٩: ١٩٣٢) : فضربه فجرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>