للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلب الحارث عند باب مدينة مرو بغير رأس وكان قتله بعد خروج نصر من مرو بثلاثين يوما. قتل يوم الأحد لستّ بقين من رجب.

وأصاب الكرمانىّ صفائح ذهب للحارث، فأخذها وأخذ أموال من خرج مع نصر، واصطفى متاع عاصم بن عمير، فقال إبراهيم:

- «بأىّ شيء تستحلّ ماله؟» فقال صالح من آل الوضّاح:

- «اسقني دمه.» فحال بينه وبينه مقاتل بن سليمان وأتى به منزله.

وكان الحارث قبل مكاشفته الكرمانىّ ندم على اتباعه إيّاه. فلمّا همّ الكرمانىّ بقتال بشر بن جرموز، وكان عسكره خارجا عن المدينة، قال له الحارث:

- «لا تعجل إلى قتالهم، فإنّى أردّهم إليك.» فخرج من العسكر فى عشرة فوارس حتّى أتى عسكر بشر وهو فى خمسة آلاف. فأقام معهم وقال:

- «ما كنت لأقاتلكم مع اليمانية.» وجعل المضريّون يتسلّلون من عسكر الكرمانىّ إلى الحارث حتّى لم يبق مع الكرمانىّ مضرىّ إلّا سلمة بن أبى عبد الله مولى بنى سليم فإنّه قال:

- «لا أتبع الحارث أبدا فإنّى لم أره إلّا غادرا والمهلّب بن إياس.» وقال:

- «لا أتبعه فإنّى لم أره قطّ إلّا فى خيل تطرد.» فقاتلهم الكرمانىّ مرارا يقتتلون [٢٥٦] ثمّ يرجعون إلى خنادقهم فمرّة تكون لهولاء ومرّة لهولاء

.

<<  <  ج: ص:  >  >>