للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإزائه من غربيّها وخندق. فأقام سنة يقاتلهم بكرة وعشية. فبرز يوما ابن أخى سليمان بن هشام، وكان مع عمّه سليمان فى عسكر شيبان، فبارزه رجل من فرسان مروان، فأسره الرجل، وأتى به مروان فقال:

- «أنشدك الله والرحم يا عمّ.» فقال: «ما بيني وبينك اليوم رحم.» فأمر به، وعمّه سليمان وأخوته ينظرون، فقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه.

وكتب مروان إلى يزيد بن عمر بن هبيرة يأمره بالمسير من قرقيسيا بجميع من معه إلى عبيدة بن سوّار خليفة الضحّاك بالعراق فلقى خيوله بعين التمر.

فقاتلهم فهزمهم وعليهم يومئذ المثنى بن عمران. ثمّ تجمّعوا له بالنخيلة من الكوفة فهزمهم، ثمّ تجمّعوا له بالصراة، ومعهم عبيدة فقتل عبيدة، وهزم أصحابه واستباح عسكرهم. فلم تكن لهم بقية بالعراق، واستولى ابن هبيرة عليها.

وكان منصور بن جمهور معهم فمضى حتّى غلب على الماهين والجبل وسار سليمان بن هشام حتّى لحق بابن معاوية الجعفري بفارس. وبقي ابن عمر [٢٦١] بواسط حتى سار إليه ابن هبيرة فأخذه وحبسه. فكتب مروان إلى ابن هبيرة لمّا صفت له العراق أن: أمدّنى بعامر بن ضبارة فى أهل الشام. فأمدّه به فسار فى أهل الشام حتّى انتهى إلى السنّ [١] ، فلقيه بها الجون بن كلاب الخارجي، فهزم ابن ضبارة [٢] حتّى أدخله السن فتحصّن وجعل مروان يمدّه بالجنود من طريق البرّ حتّى ينتهوا إلى السنّ، ثمّ يقطعوا دجلة إلى ابن ضبارة،


[١] . السّنّ: مدينة على دجلة فوق تكريت عند مصبّ الزاب الأسفل (مراصد الإطلاع) .
[٢] . كذا ضبط فى الأصل: ضبارة (بالفتح) فى الطبري (٩: ١٩٤٧) : ضبارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>