وسار ابن ضبارة مصعدا إلى الموصل. فلمّا انتهى خبر الجون وقتله إلى شيبان ومسير عامر انخزل، وكان شيبان لمّا بلغه مسير ابن ضبارة خاف أن يأتيه من ورائه. فأرسل الجون مع عدّة وافرة ليشغله فحصره حتّى كان من أمره ما كان.
ولحق أصحاب الجون بشيبان وابن ضبارة فى آثارهم. فكان شيبان والخوارج يقاتلون من وجهين. نزل ابن ضباره من ورائهم ممّا يلي العراق ومروان أمامهم ممّا يلي الشام فقطع عنهم المادّة والميرة وغلت أسعارهم حتّى بلغ الرغيف درهما. ثمّ ذهب الرغيف فلا شيء يشترى بغال ولا رخيص. فانتقل إلى شهرزور [٢٦٢] من أرض الموصل فعاب عليه ذلك أصحابه واختلفت كلمتهم وارتحل شيبان ومن معه وأخذوا على حلوان إلى الأهواز وفارس ووجّه مروان إلى ابن ضبارة ثلاثة من قواده فى ثلاثة آلاف من رابطته [١] .
أحدهم مصعب والآخر شقيق وعطيف.
وكتب إليه يأمرهم بأتّباعهم وألّا يقلع عنهم حتّى يبيرهم ويستأصلهم، فلم يزل يتبعهم حتّى وردوا فارس وخرجوا منها وهو فى ذلك يستسقط من لحق من أخرياتهم حتّى تفرّقوا، وأخذ شيبان فى فرقة إلى البحرين فقتل بها.
وأقبل عامر بن ضبارة حتّى نزل بإزاء ابن معاوية، وناهضه القتال، فانهزم ابن معاوية ولحق بهراة. وسار سليمان إلى جيرفت فركب السفن فيمن معه من مواليه وأهل بيته إلى السند، وانصرف مروان إلى منزله من حرّان وأقام بها إلى أن شخص منها إلى الزاب.