للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملوك، ومن عادى الملوك وجميع الرعيّة، فقد عادى نفسه.

- «واعلموا أنّ الدهر [١٢٢] حاملكم على طبقات، منهنّ: حال السخاء حتى تدنو من السرف، ومنهن: حال التقتير [١] حتى تقرب من البخل، ومنهنّ: حال الأناة، حتى تصير إلى البلادة، ومنهنّ: حال المناهزة للفرصة حتى تدنو من الخفّة، ومنهنّ حال الطلّاقة في اللسان حتى تدنو من الهذر، ومنهنّ: حال الأخذ بحكم الصمت حتى تدنو من العىّ، فالملك منكم جدير أن يبلغ من كلّ طبقة في محاسنها حدّها، فإذا وقف على الحدود التي ما وراءها سرف، ألجم نفسه عمّا وراءها.

- «واعلموا أنّ الملك منكم ستعرض له شهوات في غير ساعاتها. والملك إذا قدّر ساعة العمل، وساعة الفراغ، وساعة المطعم، وساعة المشرب، وساعة الفضيلة [٢] ، وساعة اللهو، كان جديرا ألّا يعرف منه [٣] الاستقدام بالأمور، ولا الاستيخار عن ساعاتها. فإنّ اختلاف ذلك يورث مضرّتين: إحداهما السخف، وهي أشدّ الأمرين، [١٢٣] والأخرى نقص الجسد، بنقص أقواته وحركاته.

- «واعلموا أنّ من ملوككم من سيقول: لى الفضل على من كان قبلي من آبائي وعمومتي ومن ورثت عنه هذا الأمر، لبعض الإحسان يكون منه. فإذا قال ذلك، سوعد [٤] عليه بالمتابعة [٥] له.


[١] . غ: حال الإقتصاد. قتّر على عياله: بخل، وضيّق عليهم في النفقة.
[٢] . غ: الفضلة.
[٣] . مط: بدون «منه» .
[٤] . غ: وسوعد.
[٥] . مط: بالمبايعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>