للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليعلم ذلك الملك والمتابعون [١] : إنما [٢] وضعوا أيديهم وألسنتهم في قصب [٣] آبائه من الملوك وهم لا يشعرون. ولبالحرىّ أن يشعر بعض المتابعين له فيغمّض [٤] على ما لا يحزنه من ذلك.

- «واعلموا أنّ ابن الملك وأخاه وعمّه [٥] وابن عمّه كلّهم يقول:

كدت أن أكون ملكا، وبالحرىّ ألّا أموت حتى أكون ملكا، فإذا قال ذلك، قال ما لا يسرّ الملك. فإن كتمه، فالداء في كلّ مكتوم، وإن أظهره كلم [٦] في قلب الملك كلما [٧] يكون لقاحا للتباين والتعادي.

وستجدون [٨] القائل ذلك من المتابعين والمحتملين [٩] والمتمنّين، ما تمنّى لنفسه ما يريده [١٠] ، إلّا [١١] [١٢٤] ما اشتاق إليه شوقا. فإذا تمكّن في صدره الأمل، لم يرج النيل له، إلّا في اضطراب من الحبل [١٢] ، وزعزعة تدخل على الملك وأهل المملكة. فإذا تمنّى ذلك فقد جعل الفساد سلّما إلى الصلاح، ولم يكن الفساد سلّما إلى صلاح قطّ. وقد رسمت لكم في ذلك مثالا لا مخرج لكم منه إلّا به.

اجعلوا أولاد الملك من بنات عمومتهم. ثمّ لا يصلح من أولاد بنات الأعمام، إلّا كامل غير سخيف العقل، ولا عازب الرأى، ولا ناقص الجوارح، ولا معيوب عليه في الدين. فإنّكم إذا فعلتم ذلك، قلّ طلّاب الملك، وإذا قلّ طلّابه استراح كلّ امرئ على جديلته، وعرف


[١] . مط: المبالغون.
[٢] . مط: بدون «إنما» .
[٣] . قصبه: شتمه.
[٤] . غ: فيغضى.
[٥] . مط: «وابن أخى الملك» بدل «عمه وابن عمه» .
[٦] . الكلم: الجرح.
[٧] . غ: كلّ ما.
[٨] . في الأصل: وستجد. غ: وستجدون.
[٩] . غ: «والمخيلين له» بدل «المحتملين والمتمنين» .
[١٠] . غ: ما يزيده.
[١١] . في الأصل ومط: إلى، والتصحيح من غ.
[١٢] . الحبل: العهد والذمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>