للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاله [١] ، وغضّ بصره، ورضى بمعيشته واستطاب زمانه.

- «واعلموا أنّه سيقول قائل من عرض [٢] رعيّتكم، أو من ذوى قرابتكم: ما لأحد علىّ فضل و [٣] لو كان لى ملك..، فإذا قال ذلك فإنّه قد تمنّى الملك [١٢٥] [٤] وهو لا يشعر، ويوشك أن يتمنّاه بعد ذلك وهو يشعر. فلا يرى ذلك من رأيه خطلا [٥] ، ولا من فعله زللا، وإنّما يستخرج ذلك فراغ القلب واللسان ممّا يكلّف أهل الدين والكتّاب والحسّاب، أو فراغ اليد ممّا يكلّف الأساورة، أو فراغ البدن مما يكلّف التجّار، والمهنة، والخدم. واعلموا أنّ الملك ورعيّته جميعا يحقّ عليهم ألّا يكون للفراغ عندهم موضع، فإنّ التضييع في فراغ الملك، وفساد المملكة في فراغ الرعيّة.

- «واعلموا أنّا على فضل قوّتنا، وإجابة الأمور إيّانا، وحدّة دولتنا، وشدة بأس أنصارنا، وحسن نيّة وزرائنا، لم نستطع إحكام تفتيش الناس، حتى بلغنا من الرعيّة مكروهها، ومن أنفسنا مجهودها.

- «واعلموا أنّه لا بدّ من سخط سيحدث منكم على بعض أعوانكم المعروفين بالنصيحة لكم، ولا بدّ من رضى سيحدث لكم من بعض أعدائكم المعروفين بالغشّ لكم، فلا تحدثوا، عند ما يكون من ذلك، انقباضا عن المعروف [١٢٦] بالنصيحة، ولا استرسالا إلى


[١] . غ: «واقتصر على ما يليه، واستكثر كل امرئ حاله» بدل «على جديلته وعرف حاله» . الجديلة:
الطريقة، والشاكلة.
[٢] . هو من عرض الناس: من العامة.
[٣] . غ: بدون «و» .
[٤] . حصل تقديم وتأثير بين صفحتي ١٢٥ و ١٢٦ من مصورة ليدن، فصححناه.
[٥] . الخطل: الحمق. المنطق المضطرب الفاسد. الكلام الكثير الفاسد. الطول والاضطراب يكون في الإنسان والرمح والفرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>