للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروف بالغشّ.

- «قد خلّفت لكم رأيى، إذ لم أستطع تخليف بدني، وقد حبوتكم بما حبوت به نفسي وقضيت حقّكم فيما آسيتكم به من رأى.

فاقضوا حقّى بالتشفيع لى في صلاح أنفسكم والتمسك بعهدي إليكم. فإنّى قد عهدت إليكم عهدي، وفيه صلاح جميع ملوككم وعامّتكم وخاصّتكم. ولن تضيعوا ما احتفظتم بما رسمت لكم ما لم تصنعوا [١] غيره. فإذا تمسّكتم به، كان علامة في بقائكم ما بقي الدهر.

- «ولولا اليقين بالبوار النازل على رأس الألف من السنين [٢] ، لظننت أنّى قد خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به، كان علامة في بقائكم الدهر. ولكن القضاء إذا جاءت أيّامه، أطعتم أهواءكم، واستثقلتم ولاتكم، وأمنتم وتنقّلتم عن مراتبكم وعصيتم خياركم [وأطعتم شراركم] [٣] ، وكان أصغر ما تخطئون فيه سلّما إلى أكبر منه حتى تفتقوا ما رتقنا، [وتوهوا ما وثّقنا] [٤] ، وتضيعوا ما حفظنا. والحقّ [٥] علينا وعليكم [١٢٧] ألّا نكون [٦] للبوار أغراضا، وفي الشؤم أعلاما. فإنّ الدهر إذا أتى بالذي تنتظرون، اكتفى بوحدته [٧] . ونحن ندعو الله لكم بنماء المنزلة، وبقاء الدولة، دعوة لا يفنيها فناء قائلها حتّى المنقلب [٨] ، ونسأل الله الذي عجّل بنا وخلّفكم، أن يرعاكم رعاية يرعى بها ما تحت أيديكم [وأن يرفعكم رفعة يضع بها من


[١] . مط: ما لم تضعوا.
[٢] . غ: ألف سنة.
[٣] . زيادة من غ.
[٤] . زيادة من غ.
[٥] . غ: ويحق.
[٦] . نكون: من غ. وفي الأصل: ألّا تكونوا.
[٧] . غ: حدّته (بالتشديد) .
[٨] . المنقلب: المعاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>