للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «يا أمير المؤمنين، ألا أردّ الناس؟» قال: «بلى.» قال: «فأمر بمتاع يحوّل لك إلى رواق آخر من أرواقك هذه.» فأمر بفرش، فأخرجت كأنّه يريد أن يهيّأ له رواق آخر. فخرج أبو الجهم وقال:

- «انصرفوا فإنّ الأمير يريد أن يقيل عند أمير المؤمنين.» ورأوا المتاع ينقل، فظنّوه صادقا، فانصرفوا، ولمّا دخل أبو مسلم قال له:

- «أخبرنى عن نصلين [١] أصبتهما فى متاع عبد الله بن علىّ.» قال: «هذا أحد هما الذي علىّ.» قال: «أرنيه.» فانتضاه، فناوله، فهزّه أبو جعفر، ثمّ وضعه تحت فراشه، وأقبل عليه يعاتبه ويعدّد ذنوبه. فقال:

- «أخبرنى عن كتابك إلى أبى العبّاس تنهاه عن الموات [٢] ، أردت أن تعلّمنا الدين؟» قال: «ظننت أنّه لا يحلّ، وكان كتب إلىّ فيه، فأجبته بما عندي.» قال: «فأخبرنى عن تقدمك إيّاى فى طريق مكّة.» قال: «كرهت أن نجتمع على الماء، فيضرّ ذلك بالناس، فتقدّمت توطئه والتماس المرفق.» فقال: «فقولك حين أتاك الخبر بموت أبى العبّاس لمن أشار عليك أن تنصرف [٣٧٧] إلى أن نقدم فنرى رأينا فمضيت، فلا أنت أقمت حتّى ألحقك،


[١] . النصل فى أحد معانيه: السيف.
[٢] . انظر الطبري (١٠: ١١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>