وصفّق بيده، وكانت العلامة بينه وبين الحرس [١] ، فخرجوا عليه وضربوه حتّى قتلوه وأدرج فى بساط وأمر أبو جعفر لأصحابه بمال، ونثر دراهم لبقية جنده فاشتغلوا بها، ورمى إليهم برأسه.
ثمّ دعا أبو جعفر بأبى إسحاق صاحب حرس أبى مسلم، فقال:
- «أقسم بالله لئن قطعوا طنبا من أطنابى لأضربنّ عنقك ثمّ لأجاهدنّهم.» فخرج إليهم أبو إسحاق وهم يشغّبون فقال:
- «انصرفوا يا كلاب.» وكان أبو مسلم خلّف أبا نصر فى ثقله وقال:
- «أقم حتّى يأتيك كتابي.» قال:
- «فاجعل بيني وبينك علامة أعرفها وأثق بكتابك معها.» قال:
- «إن أتاك كتابي مختوما بنصف خاتمي، فإنا كتبته وإن أتاك بختمى كلّه فلم أكتبه، ولم أختمه.» فلمّا دنا من المدائن، تلقّاه رجل من قوّاده، فسلّم عليه وقال:
- «أطعنى وارجع، فإنّه إن قدر عليك قتلك.» قال: «أمّا وقد قربت من القوم، فإنّى أكره الرجوع.» وكتب أبو جعفر كتابا عن لسان أبى مسلم إلى أبى نصر يأمره بحمل ثقله وما خلّف عنده، وأن يقدم، وختم الكتاب بخاتم أبى مسلم، فلمّا رأى أبو نصر نقش الخاتم تامّا علم [٣٧٩] أنّ أبا مسلم لم يكتب به. قال: