للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوازا ولغلام لى وقرانق واحملنى على البريد.» فكتب له جوازا وضمّ إليه جندا وقال:

- «هذا ألف دينار فاستعن به.» قال: «لا حاجة لى فيه كلّه.» فأخذ ثلاثمائة دينار. وأقبل [٤٣٨] حتّى أتى إبراهيم وهو فى غرفة عليه مدرعة صوف زىّ العبيد، فصاح به:

- «قم يا فلان.» فوثب كالفزع، وجعل يأمره وينهاه حتّى قدم المدائن، فمنعه صاحب القنطرة فدفع إليه جوازه.

قال: «فأين غلامك؟» قال: «هذا.» فلمّا نظر فى وجهه قال:

- «والله ما هذا بغلام وإنّه لإبراهيم، ولكن اذهب راشدا.» فأطلقهما وهرب [١] وركبا سفينة حتّى قدما البصرة فجعل يأتى بهم الدار لها بابان فيقعد العشرة منهم على أحد البابين ويقول:

- «لا تبرحوا حتّى آتيكم.» ثمّ يدخل الدار فيخرج من الباب الآخر ويتركهم، حتّى فرّق الجند عن نفسه وبقي وحده واختفى حتّى بلغ سفيان بن معاوية، وهو على البصرة، خبر الجند، فأرسل إليهم فجمعهم فطلب العمّى فأعجزه.

وحكى الحسن بن حبيب الديلي [٢] قال: كان إبراهيم مختفيا عندي على


[١] . انظر الطبري (١٠: ٢٨٦) .
[٢] . كذا فى الأصل وآ. فى مط: الديلمي. والكلمة غير موجودة فى الطبري (١٠: ٢٨٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>