للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبالى عيسى أن تقتلني وله بضعة عشر ذكرا كلّهم عنده [١] مثلي أو يتقدمني.» وهو يقول:

- «اشدد يا ربيع ائت على نفسه.» والربيع يوهم [٤٦٥] أنّه يريد تلفه وهو يراخى خناقه وموسى يصيح صياح من بلغت نفسه التراقي.

فلمّا رأى عيسى ذلك قال:

- «يا أمير المؤمنين، والله ما ظننت الأمر يبلغ منك هذا كلّه، فمر بالكفّ عنه، فإنّى لم أكن لأرجع إلى أهلى وقد قتل بسبب هذا الأمر عبد من عبيدي، فكيف بولدي، فها أنا ذا أشهدك أنّ نسائي طوالق ومماليكي أحرار، وما أملك فى سبيل الله، يصرف ذلك فيمن رأيته يا أمير المؤمنين وهذه يدي بالبيعة للمهدىّ.» فأخذ بيعته على ما أحبّ ثمّ قال له:

- «يا با موسى، إنّك قد قضيت حاجتي هذه كارها، ولى حاجة أحبّ أن تقضيها فتغسل بها ما فى نفسي من الحاجة الأولى.» قال: «وما هي يا أمير المؤمنين؟» قال: «تجعل الأمر من بعد المهدىّ لنفسك.» قال: «ما كنت لأدخل فيها بعد إذ خرجت منها.» فلم يدعه هو ومن حضره من أهل بيته حتّى قال:

- «وأمير المؤمنين أعلم.» فقال بعض أهل الكوفة وقد مرّ به [٢] عيسى فى مواكبه:


[١] . فى الأصل: عندي. فى آوالطبري (١٠: ٣٣٧) : عنده وهو صحيح.
[٢] . فى الأصل: بى. فى آ: به. وفى الطبري (١٠: ٣٣٨) : عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>