للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طيلسان يتقعقع، فصادف غلاما آخذا بعنان دابّة معه أشهب وقد نام الغلام، فذهب يعقوب يسوّى طيلسانه، فتقعقع، فنفر البرذون وسقط يعقوب ودنا منه يعقوب فاستدبره وضربه ضربة على ساقه فكسرها [١] . وسمع [٥٠٥] المهدىّ [٢] الوجبة، فخرج حافيا فلمّا رأى ما به أظهر الجزع والتفزّع، ثمّ أمر به فحمل فى محفّة إلى منزله، ثمّ غدا عليه المهدىّ مع الفجر، وبلغ ذلك الناس، فغدوا عليه فعادوه ثلاثة متتابعة مع أمير المؤمنين ثمّ قعد عن عيادته وأقبل يرسل إليه يسأله عن حاله، فلمّا فقد وجهه تمكّن السعادة من المهدىّ فلم يأت عاشره حتّى أظهر سخطه.

وأمّا السبب الذي يحدّث به يعقوب نفسه بعد موت المهدىّ فهو ما حكاه ابنه علىّ بن يعقوب عن أبيه قال: بعث [٣] المهدىّ إلىّ يوما، فدخلت عليه، فإذا هو فى مجلس مفروش بفرش مورّد متناه فى السرو على بستان فيه شجر رؤوس الشجر من صحن المجلس، وقد اكتسى ذلك الشجر بالأوراد والأزهار من الخوخ والتفّاح وكلّ ذلك مورّد يشبه فرش المجلس الذي كان فيه، فما رأيت شيئا أحسن منه، وإذا عنده جارية ما رأيت أحسن منها ولا أسد قواما ولا أحسن اعتدالا، عليها نحو تلك الثياب، فما رأيت أحسن من جملة ذلك المجلس فقال لى:

- «يا يعقوب، [٥٠٦] كيف ترى مجلسنا هذا؟» فقلت: «على غاية الحسن، فمتّع الله أمير المؤمنين به وهنّأه إيّاه.» قال: «هو لك، أحمله بما فيه، وهذه الجارية ليتمّ سرورك.» قال: فدعوت له بما يحبّ.


[١] . انظر الطبري (١٠: ٥١٥) .
[٢] . تكرر «المهدى» فى الأصل.
[٣] . تجد الرواية عند الطبري (١٠: ٥١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>