فرش وآلة وأمر لى بمائة ألف درهم. [٥٠٧] قال: فحملت ذلك جملة ومضيت به، فلشدّة سروري بالجارية صيّرتها فى مجلس بيني وبينها ستر، وبعثت إلى العلوىّ فأدخلته إلىّ وسألته عن حاله، فأخبرنى بها وإذا ألبّ الناس وأحسنهم إبانة.
قال: وقال لى فى بعض ما يقول:
- «ويحك يا يعقوب، تلقى الله بدمى وأنا رجل من ولد فاطمة بنت محمّد، صلّى الله عليه؟» قال: قلت: لا والله، فهل فيك أنت خير» قال:«إن فعلت خيرا شكرت ولك عندي دعاء واستغفار.» قال: قلت له:
- «فإنّى أطلقك، فأىّ الطرق أحبّ إليك؟» قال: «طريق كذا.» قلت: «فمن هاهنا ممّن تأنس [١] به وتثق بموضعه.» قال: «فلان وفلان.» قلت: «فابعث إليهما، وخذ هذا المال وامض معهما مصاحبا فى ستر الله، وموعدك وموعد هما للخروج من دارى إلى موضع كذا وكذا الذي اتفقنا عليه فى وقت كذا وكذا من الليل.» فإذا الجارية قد حفظت علىّ قولي، فبعثت به مع خادم لها إلى المهدىّ وقالت:
- «هذا جزاؤك من الذي آثرته على نفسك، صنع وفعل.» حتّى ساقت الحديث كلّه.