للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أهل بيتك يسعى بهم عندك. إنّه، والله، ما يسعى بنا إليك نصيحة منه لك وإنّه ليأتينا فيسعى بك عندنا عن غير نصيحة منه لنا يريد أن يباعد بيننا ويشتفى من بعض ببعض [١] والله يا أمير المؤمنين، لقد جاء إلىّ هذا حيث قتل أخى محمّد بن عبد الله،- فقال: لعن الله قاتله- وأنشدنى فيه مرثية قالها نحوا من عشرين بيتا وقال: إن تحرّكت فى هذا الأمر فأنا أول من يبايعك وما يمنعك [٥٤٣] أن تلحق بالبصرة فأيدينا مع يدك.» قال: فتغيّر وجه الزبيري واسودّ. وأقبل عليه هارون فقال:

- «أىّ شيء يقول هذا؟» قال: كاذب يا أمير المؤمنين، ما كان ممّا قال حرف.» قال: فأقبل على يحيى بن عبد الله، فقال:

- «تروى القصيدة التي رثاه بها؟» قال: نعم يا أمير المؤمنين، أصلحك الله.

فأنشدها إيّاه.

فقال الزبيري:

- «والله يا أمير المؤمنين، الذي لا إله إلّا هو- حتّى أتى على اليمين الغموس- ما كان ممّا قال شيء، ولقد تقوّل علىّ ما لم أقل.» قال: «فأقبل الرشيد على يحيى بن عبد الله فقال:

- «قد حلف، فهل من بيّنة سمعوا هذه المرثية منه؟» قال: «لا يا أمير المؤمنين، ولكنّى استحلفه بما أريد.» قال: فاستحلفه. فقال:

- «قل أنا بريء من حول الله وقوّته موكّل إلى حولي وقوّتى إن كنت قلته.»


[١] . آ. لبعض. والطبري (١٠: ٦١٧) كالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>