للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أبو يونس قال: سمعت عبد الله بن العبّاس بن علىّ الذي يعرف بالخطيب قال [١] : كنت يوما على باب الرشيد أنا وأبى، وحضر ذلك اليوم الجند والقوّاد ما لم أر مثلهم على باب خليفة قطّ لا قبله ولا بعده، فخرج الفضل بن الربيع إلى أبى، فقال له: «ادخل.» ومكث ساعة، ثمّ خرج إلّى فقال:

- «ادخل.» فدخلت فإذا أنا بالرشيد معه امرأة يكلّمها، فأومأ إلى أبى أنّه لا يريد اليوم أن يدخل أحدا وإنّما استأذنت لك لكثرة من رأيت حضر الباب، فإذا دخلت هذا [٥٤٥] المدخل زادك ذلك نبلا عند الناس. فما مكثنا إلّا قليلا حتّى جاء الفضل بن الربيع فقال:

- «إنّ عبد الله بن مصعب الزبيري يستأذن فى الدخول.» فقال: «إنّى لا أريد أن أدخل اليوم أحدا إلىّ.» فقال: إنّه يقول: «إنّ عندي شيئا أذكره.» فقال: «قل له يقله لك.» قال: «قد قلت له ذاك، فزعم أنّه لا يقوله إلّا لك.» قال: «أدخله.» وخرج ليدخله، وعادت المرأة، وشغل بكلامها وأقبل علىّ أبى فقال:

- «إنّه ليس عنده شيء يذكره وإنّما أراد الفضل بهذا أن يوهم من على الباب أنّ أمير المؤمنين لم يدخلنا لخاصيّة خصصنا بها وإنّما أدخلنا لأمر نسأل عنه كما دخل هذا الزبيري.» وطلع الزبيري فقال:


[١] . انظر الطبري (١٠: ٦٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>