للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا أمير المؤمنين، ها هنا شيء أذكره.» فقال: «قل.» فقال له: «إنّه سرّ.» فقال: «ما من العبّاس سرّ.» فنهضت. فقال:

- «ولا منك يا حبيبي.» فجلست. فقال:

- «قل.» قال: «إنّى والله قد خفت على أمير المؤمنين زوجته وابنته وجاريته التي تلى فراشه وخادمه الذي يلي ثيابه وأخصّ خلق الله به من قوّاده وأبعدهم منه.» قال: فرأيته قد تغيّر لونه وقال له:

- «من ماذا.» قال: «جاءتني دعوة يحيى بن عبد الله [٥٤٦] بن الحسن فعلمت أنّه لم يبلغني مع العداوة بيننا وبينهم حتّى لم يبق على بابك أحد إلّا وقد أدخله فى الخلاف عليك.» فقال: «أتقول هذا فى وجهه؟» قال: «نعم.» قال الرشيد: «علىّ بيحيى.» فدخل فأعاد القول بحضرته. فقال يحيى:

- «والله يا أمير المؤمنين، قد جاء بشيء لو قبل لمن هو دونك فيمن هو أكبر منّى وهو قادر عليه لما أفلت منه أبدا، ولكن لى رحم وقرابة فلو أخّرت هذا الأمر ولم تعجل لكفيت مؤونتي بغير يدك ولسانك، وعسى بك أن تقطع رحمك وإنّى أباهله بين يديك وتصبر قليلا.»

<<  <  ج: ص:  >  >>