للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكانه ببيت المال.» فأمر بعض خدمه أن يرفعه عنده وأودعه بيتا وسمّاه بيت مال العروس، وبحث عن الأموال، فوجد البرامكة قد استهلكوها فتغيّر لهم حتّى أوقع بهم.

وكان أيضا من أسباب ذلك ما تحدّث به إبراهيم بن المهدىّ قال: أتيت جعفر بن يحيى [١] يوما فقال:

- «أما تعجب من منصور بن زياد؟» قلت: «فى ماذا؟» قال: «سألته: هل ترى فى دارى عيبا؟ قال: نعم، ليس فيها لبنة ولا صنوبرة.» قال إبراهيم: فقلت:

- «الذي يعيبها عندي أنّك أنفقت عليها عشرين ألف ألف، وهي شيء لا آمنه عليك غدا عند أمير المؤمنين.» قال: «هو يعلم أنّه قد وصلني بأضعاف ذلك سوى ما عرّضنى له.» قال: قلت:

- «إنّ العدوّ إنّما يأتيه فى هذا من جهة أن يقول: يا أمير المؤمنين، إذا أنفق على دار عشرين ألف ألف فأين نفقاته. وأين صلاته، وأين النوائب التي تنوبه، وما ظنّك يا أمير المؤمنين بما وراء ذلك وهذه [٥٦٥] جملة [٢] سريعة إلى


[١] . فى آ: يحيى بن برمك.
[٢] . كذا فى الأصل: جملة: وفى آومط: حملة (بالحاء المهملة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>