للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلب والتوقّف على الحاصل منها صعب.» فقال جعفر: «إن سمع منّى.» قلت: «إنّ لأمير المؤمنين نعما على قوم قد كفروها بالستر لها أو بإظهار القليل من كثيرها وأنا رجل نظرت إلى نعمته عندي فوضعتها فى رأس جبل ثمّ قلت للناس: تعالوا فانظروا.» قلت: «نعم إنّ ناظرك قلت.» وكان من أسباب ذلك أيضا أنّ الرشيد كان لا يصبر على الجدّ ويحبّ الأنس. وكان قد أنس بجعفر وكان لا يصبر عن أخته العبّاسه بنت المهدىّ، وكان يحضرهما إذا جلس للشرب، وذلك بعد أن أعلم جعفرا قلّة صبره عنه وعنها، وقال لجعفر:

- «أزوّجكها ليحلّ لك النظر إليها إذا أحضرتها مجلسي.» وتقدّم إليه [١] إلّا يمسّها ولا يكون منه شيء ممّا يكون من الرجل إلى زوجته، فزوّجها منه على ذلك، فكان يحضرهما مجلسه إذا جلس للشرب، ثمّ يقوم عن مجلسه ويخلّيهما فيثملان من الشراب وهما شابّان، فيقوم إليها جعفر فيجامعها، حتّى حملت منه وولدت ولدا ذكرا، فخافت على نفسها من الرشيد إن علم بذلك، فوجّهت بالولد مع حواضن [٥٦٦] من مماليكها إلى مكّة فلم يزل الأمر مستترا عن هارون إلى أن وقع بين عبّاسة وبين بعض جواريها شرّ، فأنهت أمرها وأمر الصبىّ [إلى الرشيد] [٢] وأخبرته بمكانه ومع من هو من


[١] . فى الأصل وآ: إليها، وهو سهو. وما أثبتناه يؤيّده الطبري ايضا (١١: ٦٧٧) .
[٢] . أضفناه من الطبري (١١: ٦٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>