للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جواريها وما معه من الحلي الذي زينّته به أمّه. فأمسك هارون حتّى حجّ هذه الحجّة التي ذكرناها فأرسل إلى الموضع الذي كانت الجارية أخبرته به، واستدعاه ومن معه من الحواضن، فلمّا أحضروا سأل اللواتي مع الصبىّ، فأخبرنه بمثل القصّة التي أخبرته به الرافعة على عبّاسة فأراد قتل الصبى، ثمّ تحوّب [١] من ذلك.

وكان جعفر يتّخذ للرشيد طعاما كلما حجّ بعسفان، فلمّا كان فى هذه السنة اتّخذ الطعام على الرسم، واستزار الرشيد، فاعتلّ عليه ولم يحضر طعامه. ولم يزل معه حتّى جرى عليه ما جرى، وسنذكر ذلك فيما بعد إن شاء الله.

وقد كان الرشيد قبل إقدامه بالقتل على جعفر بن يحيى وحبسه ليحيى وأولاده تنكّر لهم حتّى عرف ذلك أكثر من يليه، وعرفه البرامكة أيضا.

فمن ذلك ما ذكر بختيشوع بن جبريل [٥٦٧] عن أبيه أنّه قال: إنّى لقاعد يوما فى مجلس الرشيد إذ طلع يحيى بن خالد، وكان فيما مضى يدخل بلا إذن، فلمّا دخل فصار بالقرب من الرشيد وسلّم، ردّ عليه ردّا ضعيفا. فعلم يحيى أنّ أمرهم قد تغيّر، ثمّ أقبل علىّ الرشيد، فقال:

- «يا جبريل، أيدخل عليك وأنت فى منزلك أحد بلا أذنك؟» فقلت: «لا والله، ولا يطمع فى ذلك.» قال: «فما بالنا، يدخل إلينا بلا إذن.» فقام يحيى فقال:


[١] . تحوّب منه: توجّع وتحزّن.

<<  <  ج: ص:  >  >>