للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا أمير المؤمنين، قدّمنى الله قبلك، والله ما ابتدأت ذلك الساعة وما هو إلّا شيء كان خصّنى به أمير المؤمنين ورفع به ذكرى حتّى إنّى كنت لأدخل وهو فى فراشه مجرّدا حينا وحينا فى بعض إزاره، وما علمت أنّ أمير المؤمنين كره ما كان يحبّ، وإذ قد علمت فإنّى أكون فى الطبقة الثانية من أهل الإذن، أو الثالثة، إن أمرنى سيّدى بذلك.» فاستحيى، وكان من أرّق الخلفاء وجها وعيناه فى الأرض ما يرفع طرفه إليه، ثمّ قال:

- «ما أردت ما تكره، ولكنّ الناس يقولون.» قال جبريل: فظننت أنّه لم يسنح له جواب يرتضيه. فأجاب بهذا القول، ثمّ أمسك عنه وخرج [٥٦٨] يحيى.

ومن ذلك أنّ الرشيد رأى يحيى بن خالد يوما وقد دخل الدار، فقام الغلمان له، فقال الرشيد لمسرور الخادم:

- «مر [١] الغلمان إلّا يقوموا ليحيى إذا دخل الدار.» فلمّا دخل بعد ذلك، لم يقم له أحد، فاربدّ لونه فكان الغلمان والحجّاب بعد إذا رأوه أعرضوا عنه. وكان ربّما استسقى الشربة من الماء أو غيره، فلا يسقونه، وبالحرىّ إن سقوه أن يكون ذاك بعد أن يدعو بها مرارا.


[١] . فى مط: من، بدل «مر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>