للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك [١] ما تحدّث به إبراهيم بن المهدىّ وكان مختصّا به لأنّ جعفرا هو الذي قدّمه وقرّبه من الرشيد، وكان صاحبه وولىّ نعمته.

قال إبراهيم: قال لى جعفر يوما:

- «إنّى قد استربت بأمر هذا الرجل- يعنى الرشيد- وقد ظننت أنّ ذلك شيء سبق إلى نفسي منه، فأردت أن أعتبر ذلك بغيري، فكنت أنت، فارمق ذلك فى يومك هذا وأعلمني ما ترى منه.» قال: ففعلت ذلك فى يومى، فلمّا نهض الرشيد من مجلسه كنت أوّل أصحابه نهض عنه حتّى صرت إلى شجر فى طريقي، فدخلتها ومن معى، فأمرتهم بإطفاء الشمع، وأقبل الندماء يمرّون بى واحدا [٥٦٩] واحدا فأراهم ولا يرونني، حتّى إذا لم يبق منهم أحد إذا أنا بجعفر قد طلع، فلمّا حاذى الشجر قال:

- «اخرج يا حبيبي.» فخرجت، فقال:

- «ما عندك؟» فقلت: «حتّى تعلمني كيف علمت أنّى هاهنا.» قال: «عرفت عنايتك بى وبما أعنى به، وإنّك لم تكن لتنصرف أو تعلمني ما رأيت منه، وعلمت أنّك تكره أن ترى واقفا فى هذا الوقت وليس فى طريقك موضع أستر منه فقضيت بأنّك فيه.» قلت: «نعم.» قال [٢] : «فهات ما عندك.»


[١] . انظر الطبري (١١: ٦٧٣) .
[٢] . قال: سقط من الأصل وهو من آومط والطبري (١١: ٦٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>