للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الرشيد وقد بلغ الرشيد طوس.

قال: فأدخل إليه وهو على سرير فى بستان وفى يده مرآة ينظر فيها وهو يقول:

- «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» ٢: ١٥٦ [١٦] وكأنّه كان أنكر شيئا من لونه. ثمّ رفع رأسه إلى أخى رافع وقال:

- «أما والله يا ابن اللخناء إنّى لأرجو ألّا يفوتني خامل [١] يريد رافعا كما لم تفتني.» فقال له:

- «يا أمير المؤمنين قد كنت لك حربا وقد أظفرك الله بى، فافعل ما يحبّ الله من الصلح والعفو، فلعلّ الله أن يليّن قلب رافع إذا علم أنّك قد مننت علىّ.» فغضب وقال:

- «لو لم يبق من أجلى إلّا أن أحرّك شفتي بكلمة لقلت: اقتلوه.» ثمّ دعا بقصّاب فقال له:

- «لا تشحذ مديتك، اتركها على حالها وفصّل أعضاء هذا الفاسق وعجّل، لا يحضرنّ أجلى وعضوان من أعضائه فى جسمه.» ففصّله حتّى جعله أشلاء فقال:

- «عدّوا أعضائه.» فإذا هي أربعة عشر عضوا فرفع يديه إلى السماء وقال:

- «اللهم كما مكّنتنى من ثأرك وعدوّك فبلغت فيه رضاك، فمكّنى من أخيه.»


[١] . فى الأصل: حامل. فى آوالطبري (١١: ٧٣٤) : خامل (بالخاء المعجمة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>