للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فظننّا أنّه يريد محمد بن يزيد [بن] [١] حاتم.

وأقام طاهر بالأهواز حتّى أنفذ عمّاله إلى كورها، وولّى اليمامة والبحرين وعمان ممّا يلي الأهواز وممّا يلي البصرة، ثمّ توجّه على طريق البرّ إلى واسط، فجعلت المسالح تقوّض مسلحة مسلحة وعاملا عاملا، كلّما قرب منهم طاهر تركوا أعمالهم وهربوا حتّى دخل واسط، ووجّه قائدا من قوّاده يقال له: أحمد بن المهلّب، نحو الكوفة وعليها يومئذ العباس بن موسى الهادي. فلمّا بلغه توجّه خيل طاهر إليه، خلع محمدا وكتب بطاعته وبيعته إلى طاهر. ثمّ كتب منصور بن المهدى وكان عاملا لمحمد على البصرة إلى طاهر بطاعته. ثمّ كتب إليه المطّلب بن عبيد الله- وكان بالموصل- بيعته للمأمون وخلعه محمدا، فأقرّهم طاهر على ولاياتهم وأعمالهم وكان طاهر نازلا جرجرايا [٢] ولمّا رآها قال:

- «نعم موضع [٩٣] العسكر.» وعقد بها جسرا وخندق. فلمّا وردت عليه كتب أهل هذه المدائن بالتسليم سار منها إلى نهر صرصر، وعقد بها جسرا وأخذ أصحاب طاهر المدائن.

فحكى أنّ طاهرا لمّا توجّه إلى المدائن كان فيها خيل كثيرة لمحمد وعليهم البرمكي، قد تحصّن بها والمدد يأتيه فى كلّ يوم والصلات والخلع.

فلمّا قرب طاهر منها قدّم قريش بن شبل على مقدّمته. فلمّا سمع أصحاب البرمكي طبوله أسرجوا الدوابّ، وأخذ البرمكي فى تعبئة الرجال وجعل من فى أوائل الناس ينضمّ إلى آخرهم، فيردّهم البرمكي ويسوّى صفوفه، فكلّما


[١] . ما بين المعقوفتين ناقص فى الأصل، أضفناه من آ، ومط والطبري (١١: ٨٥٥) .
[٢] . بلد من أعمال النهروان الأسفل، بين واسط وبغداد من الجانب الشرقىّ كانت مدينة خربت مع ما خرب من النهروانات. (مراصد الاطّلاع)

<<  <  ج: ص:  >  >>