للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصعد إليه من قرب من الوجوه والأشراف رجل رجل [١] إلى وقت العصر، ثمّ نزل وصلّى بالناس وجلس ناحية [٩٦] وتتابع الناس عليه جماعة جماعة يقرأ كتاب البيعة ويصافحونه.

فعل ذلك أيّاما وكتب إلى ابنه سليمان بن داود وكان خليفته على المدينة يأمره أن يفعل بالمدينة كما فعل هو بمكّة، ثمّ رحل يريد المأمون بمرو، فمرّ على البصرة، ثمّ على فارس، ثمّ على كرمان حتّى صار إلى المأمون بمرو، فسرّ به المأمون وتيمّن ببركة مكّة والمدينة، وكتب إليهم كتابا لطيفا يعدهم فيه الخير، وأمر أن يكتب لداود عهدان على مكّة والمدينة وأعمالهما وزيّد ولاية عكّ، وعقد له على ذلك ثلاثة ألوية، وكتب له إلى الري بمعونة خمسمائة ألف درهم.

وورد داود ومن معه بغداد فنزل على طاهر بن الحسين، فأكرمه وقرّبه، ووجّه معه يزيد بن جرير بن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري، وعقد له طاهر على ولاية اليمن، وبعث معه خيلا كثيفة، وكان ضمن له يزيد بن جرير أن يستميل قومه وعشيرته من ملوك اليمن حتّى يخلعوا محمدا ويبايعوا المأمون، وساروا جميعا. فأقام داود على عمله بمكّة ومضى يزيد بن جرير إلى اليمن، فدعا أهلها إلى البيعة للمأمون وخلع محمد وقرأ عليهم كتاب طاهر وأعلمهم عدل المأمون وإنصافه [٩٧] ووعدهم ومنّاهم، فأجابه أهل اليمن واستبشروا فسار فيهم يزيد بأحسن سيرة وكتب بإجابتهم وبيعتهم.

وفى هذه السنة عقد محمد نحو أربعمائة لواء لقوّاد شتّى، وأمر على جميعهم علىّ بن محمد بن عيسى بن نهيك وأمرهم بالمسير إلى هرثمة بن أعين. فساروا فالتقوا بجللتا [٢] فهزمهم هرثمة وأسر علىّ بن محمد بن نهيك


[١] . كذا فى آبالتكرار والرفع. وفى الطبري (١١: ٨٦٢) : رجل فرجل.
[٢] . من قرى النهروان، أو من نهر جلولاء بطريق خراسان انظر: مراصد الإطلاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>