- «أنّه لا مال عندي وقد أطلقت للقوم أرزاقهم، فما الوجه؟» فقال سعيد:
- «أنا أحمل عشرين ألف دينار.» فطابت نفسه وحمل غيره حتّى أرضى أصحابه وقال لسعيد:
- «إنّى أقبلها على أن تكون دينا علىّ.» فقال: «بل هي هدية وقليله لغلامك وفيما أوجب الله من حقّك.»[١٢٧] وسكن الجند.
وكانت خلافة محمد المخلوع نحو خمس سنين ينقص شهرين، وكان عمره كلّه ثمانيا وعشرين سنة، وكان سبطا أنزع أبيض أقنى جميلا طويلا أبعد ما بين المنكبين صغير العينين.
وذكر الموصلي أنّ طاهرا لمّا بعث برأس محمد إلى المأمون بكى ذو الرئاستين وقال:
- «سلّ عليها سيوف الناس وألسنتهم أمرناه أن يبعث به أسيرا فبعث به عقيرا.» فقال له المأمون:
- «أنّه قد مضى ما مضى فاحتل فى الاعتذار منه.» وكتب الناس فأطالوا وجاء أحمد بن يوسف بشبر قرطاس فيه:
- «أمّا بعد فإنّ المخلوع وإن كان قسيم أمير المؤمنين فى النسب واللحمة، فقد فرّق الله بينه وبينه فى الولاية والحرمة بمفارقته عصم الدين وخروجه من الأمر الجامع للمسلمين. يقول الله عزّ وجلّ حين اقتصّ نبأ ابن نوح: إِنَّهُ لَيْسَ من أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ١١: ٤٦ [١] ولا طاعة لأحد فى معصية