قال:«لا والله لا سقيتك، أو تقول لى لم بكيت حين دخل عليك طاهر.» قال: «يا حسين وكيف عنيت بهذا حتّى سألتنى عنه؟» قال: «لغمّى [١٧٠] بذلك.» قال: «يا حسين، أمر إن خرج من رأسك قتلتك.» قال: «يا سيّدى ومتى أخرجت لك سرّا؟» قال: «إنّى ذكرت محمدا أخى وما ناله من الذّلة، فخنقتني العبرة، فاسترحت إلى الإفاضة، ولن يفوت طاهرا منّى ما يكره.» فأخبر حسين طاهرا بذلك. فركب طاهر إلى أحمد بن أبى خالد فقال له:
- «إنّ الثناء منّى ليس برخيص، وإنّ المعروف عندي ليس بضائع، فغيّبنى عن عينه.» فقال له:
- «سأفعل، فبكّر علىّ غدا.» وركب ابن أبى خالد إلى المأمون، فلمّا دخل إليه قال له:
- «ما بتّ البارحة.» فقال له:
- «ولم ويحك؟» قال: «لأنّك ولّيت خراسان غسّان [١] وهو ومن معه أكلة رأس، وأخاف أن تخرج عليه خارجة من الترك فتصطلمه.» قال: «لقد فكّرت فى ذلك، فمن ترى؟» قال: «طاهر بن الحسين.» قال: «ويلك يا أحمد، هو والله خالع.»