- «يا أمير المؤمنين إنّما نثر لنأخذه وإلّا فالعقد أولى به.» قال: «ردّها فإنّى أخلفها عليك.» فردّت. فجمعها [١٨٠] المأمون فى الآنية كما كانت، ووضع فى حجرها، وقال:
- «هذه نحلتك وسلى حوائجك.» فأمسكت، فقالت جدّتها:
- «كلّمى سيّدك وسليه حوائجك، فقد أمرك.» فسألته الرضا عن إبراهيم بن المهدى. فقال:
- «قد فعلت.» وسألته الإذن لأمّ جعفر فى الحجّ، فأذن لها. وألبستها أمّ جعفر البدنة الأموية. وابتنى بها من ليلته وأوقد فى تلك الليلة شمعة عنبر فيها أربعون منّا فى تور ذهب فأنكر المأمون ذلك عليهم وقال:
- «هذا سرف.» فلمّا كان من الغد دعا إبراهيم بن المهدى، فجاء يمشى من شاطئ دجلة.
فلمّا دخل على المأمون قال:
- «هيه يا إبراهيم.» فقال: «يا أمير المؤمنين، ولىّ الثأر محكّم فى القصاص والعفو أقرب للتقوى ومن تناوله الاغترار بما مدّ له من أسباب الشقاء أمكن عادية الدهر من نفسه، وقد جعلك الله فوق كلّ ذى ذنب كما جعل كلّ ذى ذنب. دونك فإن تعاقب فبحقّك وإن تعف فبفضلك.»
[١] . كذا فى الأصل: حسين رخله. فى الطبري (١١: ١٠٨٢) : حسين زجلة.