للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «بل أعفو يا إبراهيم.» فكبّر وسجد وقال إبراهيم يمدح المأمون: [١٨١]

يا خير من حملت يمانية به ... بعد الرّسول لآيس ولطامع

عسل الفوارع ما أطعت فإن تهج ... فالصّاب يمزج بالسّمام النّاقع

ملئت قلوب النّاس منك مخافة ... وتبيت تكلؤهم بقلب خاشع

بأبى وأمّى فدية وبنيهما ... من كلّ معضلة وذنب واقع

ما ألين الكنف الّذى بوّأتنى ... وطنا وأمرع ريعه للرّائع [١]

نفسي فداؤك إذ [٢] تضلّ معاذرى ... وألوذ منك بفضل حلم واسع

أملا لفضلك والفواضل شيمة ... رفعت بناءك بالمحلّ اليافع

فعفوت عمّن لم يكن عن مثله ... عفو ولم يشفع إليك بشافع

إلّا العلوّ عن العقوبة بعد ما ... ظفرت يداك بمستكين خاضع

فرحمت أطفالا كأفراخ القطا ... وعويل عانسة كقوس النّازع

الله يعلم ما أقول فإنّها ... جهد الأليّة من حنيف راكع

ما إن عصيتك والغواة تمدّنى ... أسبابها إلّا بنيّة طائع

حتّى إذا علقت حبائل شقوتي ... بردى إلى حفر المهالك هائع

لم أدر أنّ لجرم مثلي غافرا ... فوقفت أنظر أىّ حتف صارعى

ردّ الحيوة علىّ بعد ذهابها ... ورع الإمام القادر المتواضع

أحياك من ولّاك أطول مدّة ... ورمى عدوّك فى الوتين بقاطع

إنّ الّذى قسم الخلافة حازها ... فى صلب آدم للإمام السّابع


[١] . كذا فى الأصل: ريعه للرائع. فى آوالطبري (١١: ١٠٧٨) : رتعه للراتع. فى تد (٤٥٨) : ربعه للرابع.
[٢] . فى الأصل وآ: أن. وفى تد: إن. فى الطبري (١١: ١٠٧٨) إذ. وهو الأصحّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>