للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «اضربوا بالطبل وانشروا الأعلام واركضوا نحو هذين الفارسين اللذين يركضان إلينا وصيحوا بهما: لبّيك، لبّيك.» فلم يزل الناس فى طلق واحد متراكضين يكسّر بعضهم بعضا حتّى لحقوا بابك وهو جالس. فلم يتدارك أن يتحرّك ويركب حتّى وافته الخيل والناس واشتبكت الحرب، فلم يفلت من رجّالة بابك أحد، وأفلت هو فى نفر يسير ودخل موقان وقد تقطّع عنه أصحابه. وأقام الأفشين فى ذلك الموضع وبات ليلته ثمّ رجع إلى معسكره ببرزند.

وأقام بابك بموقان [أيّاما] [١] ثمّ بعث إلى البذّ، فجاءه فى الليل عسكر فيهم رجّالة فرحل من موقان حتّى دخل البذّ، فلمّا كانت بعد أيّام مرّت قافلة من خشّ إلى برزند من قبل أبى سعيد ومعها صاحب لهم ومعهم ميرة ومتاع يحمل إلى معسكر الأفشين، فخرج عليهم إصبهبذ بابك فأخذ القافلة وقتل من كان فيها من أهل القافلة وانتهب جميع ما فيها فقحط عسكر الأفشين.

فكتب الأفشين إلى صاحب المراغة يأمره بحمل الميرة وتعجيلها عليه فإنّ الناس قد قحطوا وأضاقوا. [٢٠٦] فوجّه إليه صاحب المراغة بقافلة فيها قريب من ألف ثور سوى الحمير والدوابّ تحمل الميرة ومعها جند يبذرقونها. فخرجت عليهم أيضا سريّة لبابك فاستباحوها عن آخرها بجميع ما فيها وأصاب الناس ضيق شديد فكتب الأفشين إلى صاحب الشيروار [٢] أن يحمل إليه طعاما، فحمل إليه طعاما كثيرا وأغاث الناس فى تلك السنة وقدم بغا على الأفشين بمال ورجال.


[١] . ما بين المعقوفتين من الطبري (١١: ١١٧٨) .
[٢] . كذا فى الأصل: شيروار. فى مط: الشيروان. فى آ: الشيروازان. فى الطبري (١١: ١١٧٩) :
السيروان.

<<  <  ج: ص:  >  >>