- «قل لأصحاب جعفر: من تقدّم حثوت له ملء كفّى.» ودفع بدرة [٢٣٠] أخرى دنانير إلى آخر، وقال:
- «اذهب إلى موضع المطوّعة وقل مثل ذلك.» وبعث بأطواق وأسورة مع البدرتين، واشتبكت الحرب، ثمّ فتح الخرّمية الباب وخرجوا على أصحاب جعفر فنحّوهم عن الباب وشدّوا على المطوّعة من الناحية الأخرى فرموهم عن السور، وأخذوا علمين لهم وشدخوهم بالصخر حتّى أثّروا فيهم ورقّوا عن الحرب. وصاح جعفر بأصحابه فبدر منهم نحو مائة رجل فبركوا [١] خلف تراسهم التي كانت معهم وواقفوهم متحاجزين لا هؤلاء يقدمون ولا هؤلاء، حتّى صلى الناس الظهر يختلف بينهم النشّاب والحجارة.
فلمّا نظر الأفشين إلى ذلك كره أن يطمع العدوّ فى الناس، فوجّه إلى جعفر بكردوس فقال جعفر:
- «لست أوتى من قلّة الرجال، معى رجال ولكن لست أرى للحرب موضعا وقد انقطعت الحرب.» فبعث إليه:
- «انصرف على بركة الله.» فانصرف جعفر وتقدّم الأفشين بحمل الجرحى ومن به وهن من الحجارة فى المحامل التي على البغال وأمر الناس بالانصراف فانصرفوا إلى خندقهم بروذ الروذ ويئس الناس من الفتح فى تلك السنة وانصرف [٢٣١] أكثر المطوّعة.
[١] . فبركوا: كذا فى الأصل والطبري (١١: ١٢١٣) . فى آ: مائة راجل فنزلوا.