- «وأنا أشير عليك أن يأتى العباس فتقدّم فتكون فى عداد من قد مال إليه.» فقال له أحمد:
- «هذا أمر لا أحسبه يتمّ.» فقال عمر:
- «قد تمّ وفرغ منه.» وأرشده إلى الحارث السمرقندي، وكان المتولّى لإيصال الرجال إلى العباس وأخذ البيعة عليهم، فقال له عمر:
- «أنا أجمع بينك وبين الحارث.» فقال أحمد:
- «إن كان هذا الأمر يتمّ فيما بيننا وبين عشرة أيّام فأنا معكم، وإن تجاوز ذلك فليس بيني وبينكم عمل.» فذهب الحارث فأعلم العباس أنّ عمر قد أدخل أحمد بن الخليل بيننا.
فقال:
- «ما كنت أحبّ أن يطّلع الخليلي على شيء ممّا نحن فيه، فأمسكوا عنه ودعوه [٢٦٠] . بهما،» فتركوه.
فلمّا كان الثالث كانت الحرب على أصحاب أمير المؤمنين. ثمّ أحسّ ايتاخ والمغاربة والأتراك، والقيّم بذلك [١] ايتاخ، فاتسع لهم الموضع المنثلم وكثرت الجراحات فى الروم وكان القائد الموكّل بالموضع الذي انثلم يقال له: وندوا، وتفسيره بالعربية ثور. فقاتل قتالا شديدا هو وأصحابه وكثر القتلى فيهم. فاستمدّ ياطس فلم يمدّه هو ولا غيره وقال كلّ واحد:
[١] . فى آ: بذلك اليوم فاتّسع. فى مط: بذلك أجمع ايتاخ فاتّسع.