للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «نحن نحفظ ما يلينا، فاحفظ أنت ما يليك.» فقال:

- «يا قوم إنّ الحرب إنّما هي اليوم علىّ وعلى أصحابى ولم يبق معى أحد إلّا وقد جرح، فصيّروا أصحابكم على الثلمة يرمون، وإلّا افتضحتم وذهبت المدينة.» فلم يلتفتوا إليه فاعتزم هو وأصحابه أن يخرجوا إلى أمير المؤمنين ويسألوه الأمان على الذريّة حتّى يسلّموا إليه الحصن بما فيه من السلاح والأثاث وغير ذلك. فلمّا أصبح أمر أصحابه ألّا يحاربوا حتّى يخرج ويعود إليهم فخرج بأمان حتّى صار إلى العسكر وحمل إلى المعتصم فصار بين يديه وقد أمسك الروم عن المحاربة أعنى أصحاب وندوا والناس يتقدّمون إلى الثلمة ووندوا جالس بين يدي المعتصم.

فدعا المعتصم بفرس فحمله عليه وقاتل حتّى صار [٢٦١] الناس معهم على حرب الثلمة وعبد الوهّاب بن على بين يدي المعتصم فأومأ إلى الناس بيده أن: ادخلوا.

فدخل الناس المدينة. فالتفت وندوا وضرب بيده إلى لحيته، فقال له المعتصم:

- «ما لك؟» قال: «جئت أريد أن أسمع كلامك وتسمع كلامي فغدرت بى.» فقال المعتصم:

- «كلّ شيء تريد أن تقوله فهو لك علىّ. قل ما شئت، فلست أخالفك.» قال: «كيف لا تخالفني وقد دخلوا المدينة؟» فقال المعتصم:

- «احتكم وقل ما شئت فانّى أعطيكه.»

<<  <  ج: ص:  >  >>