قدر ميلين. فتوجّه صاحب الأفشين حتّى أغار وسبى وغنم وأتى عسكر الأفشين بما أصاب من الغنائم.
واعتلّ أشناس فركب المعتصم يعوده ولم يكن الأفشين لحقه بعد. فلمّا عاده وانصرف تلقّاه [٢٦٦] الأفشين فى الطريق، فقال له المعتصم:
- «امض إلى أبى جعفر.» وكان عمر الفرغاني وأحمد بن الخليل عند منصرف المعتصم من عيادة أشناس توجّها إلى ناحية [١] الأفشين ولقيهما الأفشين يريد أشناس، فترجّلا له وسلّما عليه وراءهما حاجب أشناس من بعيد. فلمّا دخل الأفشين إلى أشناس وخرج توجّها إلى عسكر الأفشين لشراء السبي ولم يكن السبي أخرج بعد ووقفا ناحية ينتظران أن ينادى على السبي فيشتريا، ودخل حاجب أشناس على أشناس فقال له:
- «رأيت عمر الفرغاني وأحمد بن الخليل فلقيا الأفشين وهما يريدان عسكره فترجّلا له وسلّما عليه وتوجّها إلى عسكره. فدعا أشناس محمد بن سعيد وقال له:
- «اذهب فانظر هل ترى هناك عمر الفرغاني وأحمد بن الخليل، وانظر عند من نزلا وأىّ شيء قصّتهما.» فجاء محمد بن سعيد فأصابهما واقفين على ظهور دوابّهما فقال:
- «ما وقّفكما هاهنا؟» قالا: «وقفنا ننتظر سبى ابن الأقطع فنشتري بعضه.» فقال لهما محمد بن سعيد: