للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالا: «لا نحبّ أن نشتري إلّا ما نراه.» فرجع محمد فأخبر أشناس بذلك فقال لحاجبه:

- «قل لهؤلاء: الزموا عسكركم خير لكم- يعنى عمر الفرغاني وأحمد بن الخليل- لا تدوروا ها هنا [٢٦٧] وها هنا.» فذهب الحاجب إليهما فأعلمهما واغتمّا لذلك واتّفقا على أن يذهبا إلى صاحب خبر العسكر فيستعفيا [١] من أشناس فصار إلى صاحب الخبر فقالا:

- «نحن عبيد أمير المؤمنين يضمّنا إلى من شاء، فإنّ هذا الرجل يستخفّ بنا، قد شتمنا وتوعّدنا ونحن نخاف أن يقدم علينا.» فأنهى صاحب الخبر ذاك إلى المعتصم من يومه ذلك، واتفق الرحيل من الغد وكان إذا ارتحل الناس سارت العساكر على حيالها وسار أشناس والأفشين وجميع القوّاد فى عسكر أمير المؤمنين ووكّلوا حلفاءهم [٢] بعساكرهم. فلمّا ذهب أشناس إلى المعتصم قال له:

- «أحسن أدب عمر الفرغاني وأحمد بن الخليل فإنّهما قد حمّقا أنفسهما.» فجاء أشناس ركضا إلى معسكره فسأل عن عمر وأحمد بن الخليل فأصاب [٣] عمر وكان ابن الخليل قد مضى فأحضر عمر الفرغاني وقال:

- «هاتوا سياطا.» فمكث طويلا مجرّدا ليس يؤتى بالسياط فتقدّم عمّه إلى أشناس وكلّمه فيه وكان عمّه أعجميّا فقال:


[١] . كذا فى الأصل: فيستعفيا. فى الطبري (١١: ١٢٦٠) : فيستعفياه. وفى تد (٤٩٨) : فيستعينا.
[٢] . ما فى الأصل وآ: حلفاءهم (بالحاء المهملة) ، فأثبتناه حسب مط وتد (٤٩٨) والطبري (١١: ١٢٦٠) .
[٣] . فى آ: فأجاب. آومط والطبري (١١: ١٢٦١) كالأصل: فأصاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>