للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «احملوه وألبسوه قباطاق [١] واحملوه على بغل فى قبة.» وساروا به وجاء أحمد بن الخليل وهو يركض فقال:

- «احبسوا هذا معه.» فأنزل عن دابّته وصيّر عديله فبقيا كذلك يسار بهما على كرامة [٢٦٨] وأثقالهما وغلمانهما فى العسكر لم يحرّك لهما شيء حتّى سمع الغلام الفرغاني قرابة عمر بحبس عمر، فذكر للمعتصم ما دار بينه وبين عمر من الكلام فى تلك الليلة وقوله: إذا سمعت صوتا مثل هذا فالزم خيمتك.

فقال المعتصم لبغا:

- «لا ترحل غدا حتّى يجيء أشناس فتأخذ منه عمر وتلحقني به.» وكان هذا بالصفصاف [٢] . ففعل بغا ذلك ومضى بعمر إلى المعتصم. فلمّا أفرد أحمد بن الخليل قلق وأنفذ غلاما له ليتبع عمر وينظر ما يصنع به.

فرجع الغلام فأخبره أنّه دخل على أمير المؤمنين. فمكث ساعة ثمّ دفع إلى ايتاخ وكان سائله أمير المؤمنين عن الكلام الذي قاله الغلام قرابته فأنكر وقال:

- «هذا الغلام كان سكران ولم يفهم وما قلت شيئا ممّا ذكر.» وسار المعتصم حتّى صار إلى باب مضايق البذندون فأقام أشناس هناك ثلاثة أيّام ينتظر أن تتخلّص عساكر أمير المؤمنين، لأنّه كان على الساقة.

فكتب أحمد بن الخليل رقعة إلى أشناس يعلمه أنّ لأمير المؤمنين عنده نصيحة. فبعث إليه أشناس بأحمد بن الخصيب وأبى سعيد محمد بن يوسف يسألانه عن النصيحة فذكر أنّه لا يخبر بها إلّا أمير المؤمنين. فرجعا فأخبرا أشناس بذلك فقال:


[١] . فى مط: قباطا.
[٢] . فى مط: بالصفصفان.

<<  <  ج: ص:  >  >>