للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال بعضهم:

- «نقتل الرهينة حتّى لا يعود غيره إلى الهرب.» فقال: «أو تفعلون؟» قالوا: «نعم.» فكتب أبو صالح إلى صاحب الرهائن يأمره أن يوجّه بابن الهارب. فلمّا حمل إلى سارية ندم الناس على ما قالوا وجعلوا يرجعون على من أشار بذلك باللوم، فجمعهم أبو صالح وقال:

- «قد ضمنتم [٢٧٥] لى قتل الرهينة وها هو قد حضر فاقتلوه.» فقال بعضهم:

- «أصلح الله الأمير، إنّك أجّلت من خرج عن البلد شهرين وهذا الرهينة قبلك فنسألك أن تؤجّله شهرين فإن رجع أبوه وإلّا أمضيت فيه رأيك.» فغضب ودعا بصاحب حرسه فأمر بصلب الغلام. فسأله الغلام أن يأذن له حتّى يصلّى ركعتين. فأذن له فطوّل فى صلاته وهو يرعد [١] وقد مدّ له جذع، فجذبوا الغلام من صلاته ومدّوه حتى اختنق ومات.

ثمّ أمر أهل سارية أن يخرجوا إلى آمل وتقدّم إلى أصحاب المسالح فى إحضار أهل الخنادق من الأبناء والعرب فأحضروا ومضى معهم إلى آمل وقال لهم:

- «إنّى أريد أن أشهدكم على أهل آمل وأشهد أهل آمل عليكم وأردّ ضياعكم وأموالكم، فإن لزمتم الطاعة والمناصحة زدناكم من عندنا ضعف ما أخذناه منكم.» فلمّا وافوا آمل ميّز أهل سارية ناحية ناحية ووكّل بهم وكتب أسماء


[١] . يرعد: تأخذه الرعدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>