للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع أهل آمل حتّى لم يخف عليه منهم أحد، ثمّ عرضهم على الأسماء حتّى اجتمعوا، وتقدّم إلى أصحاب السلاح حتّى أخدقوا بهم ووكّل بكلّ رجل رجلين وساقهم مكتّفين حتّى وافى بهم جبلا يعرف بهرمزديار [١] وكبّلهم [٢٧٦] بالحديد وبلغت عدّتهم عشرين ألفا فحبسهم هناك، وفعل مثل ذلك بوجوه العرب والأبناء وكبّلهم وحبسهم ووكّل بهم.

فلمّا تمكّن مازيار واستوى أمره وحبس كلّ من يخشى غائلته وأمن جميع أصحابه وأمر سرخاستان بتخريب سور مدينة آمل فخرّبه بالطبول والمزامير ثمّ سار إلى ساريه ففعل بها مثل ذلك ثم فعل بطميش [٢]- وهي على حدّ جرجان من عمل طبرستان- مثل ذلك وعمل سورا من طميش إلى البحر مقدار ثلاثة أميال. وكانت الأكاسرة بنته بينها وبين الترك لأنّ الترك كانت تغير على أهل طبرستان فى أيّامها.

ونزل سرخاستان معسكرا بطميش وصيّر حولها خندقا وثيقا وأبراجا للحرس وصيّر عليها بابا وثيقا ووكّل به الثقات. ففزع أهل جرجان فهرب منهم قوم إلى نيسابور. وانتهى الخبر إلى عبد الله بن طاهر عامل المعتصم على خراسان، فوجّه إليه عمّه الحسن بن الحسين بن مصعب مع جيش كثيف لحفظ جرجان وأمره أن يعسكر على الخندق. فنزل الحسن بن الحسين على الخندق معسكرا وصار بينه وبين سرخاستان عرض الخندق، ثمّ بعث إليه [٢٧٧] عبد الله بن طاهر حيّان بن جبلة فى أربعة آلاف فارس إلى قومس فعسكر على حدّ جبال شروين.

ووجّه المعتصم من قبله محمد بن إبراهيم بن مصعب أخا إسحاق بن


[١] . كذا فى الأصل وآ ومط وتد (٥٠٤) هرمزديار. فى الطبري (١١: ١٢٧٤) هرمزآباد.
[٢] . طميش: كذا فى الأصل وآ، ومط. فى الطبري (١١: ١٢٧٥) : طميش [طيمسة] (بالسين المهملة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>