للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبراهيم فى جمع كثيف وضمّ إليه الحسن بن قارن الطبري العابد [١] ومن كان بالباب من الطبرية، ووجّه منصور بن الحسن صاحب دنباوند إلى الرىّ ليدخل طبرستان من ناحية الرىّ ووجّه أبا الساج إلى اللّار [٢] ودنباوند فأحدقت الخيل بمازيار من كلّ جانب فبعث مازيار إلى أهل المدن المحبّسين عنده:

- «إنّ الخيل قد زحفت إلىّ من كلّ جانب وإنّما حبستكم ليبعث أميركم فيسأل فيكم- يعنى المعتصم- فلم يكترث بكم وأنتم عشرون ألفا ولست أتقدّم إلى حربه وأنتم ورائي، فأدّوا إلىّ خراج سنتين وأخلّى سبيلكم، ومن كان منكم شابّا قويّا قدّمته للقتال. فمن وفى رددت عليه ماله ومن لم يف أكون قد أخذت ديته، ومن كان شيخا ضعيفا صيّرته من الحفظة والحرّاس والبوّابين.

ثمّ إنّ سرخاستان جمع من أبناء القوّاد وغيرهم من أهل آمل ممّن فيه قوّة وشجاعة مائتين وستين فتى ممّن يخاف ناحيته وأظهر أنّه يريد مناظرتهم وبعث إلى الأكرة [٢٧٨] الدهاقين. قال لهم:

- «إنّ هؤلاء هواهم مع العرب ولست آمن غدرهم وهم أهل الظنّة قد جمعتم فاقتلوهم لتأمنوا ولا يكون فى عسكركم من يخالفكم.» ثمّ كتّفهم ودفعهم إلى الأكرة الدهاقين. فصاروا بهم إلى قناة هناك قد خربت فقتلوهم ورموا بهم فى آبار القناة. ثمّ عطف سرخاستان إلى المحبّسين من أهل المدن فطالبهم بمال المواقفة فقالوا:

- «إنّ صاحبك لم يبق لنا مالا ولا ذخيرة ولو علم أنّ وراءنا درهما


[١] . كذا فى الأصل وآ، ومط وتد (٥٠٥) : العابد. فى الطبري (١١: ١٢٧٦) : القائد.
[٢] . فى الطبري: اللارز.

<<  <  ج: ص:  >  >>