واحدا [١] لاستخرجه ولكنّا نعطى ضياعنا وأملاكنا بقيمة ما تطلب.» فقال لهم:
- «الضياع للملك ولا حقّ لكم فيها فاحتالوا للملك.» فلم يجد عندهم شيئا. فقال لأولئك الأكرة الذين قتلوا من قتلوا:
- «إنّى قد أبحتكم منازل أرباب الضياع وحرمهم إلّا ما كان من جارية جميلة من بناتهم فإنّها تصير للملك.» وقال لهم:
- «صيروا إلى الحبس فاقتلوا أرباب الضياع أوّلا ثمّ حوزوا ما وهبت لكم من منازلهم وحرمهم.» فجبن القوم ولم يقدموا على عشرين ألفا، فلم يقبلوا منه.
وكان الموكّلون بالسور من أصحاب سرخاستان يتحدّثون ليلا مع حرس [٢٧٩] الحسن بن الحسين بن مصعب حتّى استأنس بعضهم ببعض وتآمروا على تسليم السور فسلّموه، ورحل أصحاب الحسن بن الحسين من موضعهم إلى عسكر سرخاستان على غفلة من غير أن يعلم بذلك صاحبهم.
فنظر الناس بعضهم إلى بعض فثاروا يدخلون من الحائط. وبلغ الحسن بن الحسين ذلك فأشفق أن تكون حيلة فجعل يصيح ويمنع من الدخول وهم لا يقبلون حتّى نصبوا أعلامهم على السور فى معسكر سرخاستان.
وانتهى الخبر إلى سرخاستان وهو فى الحمّام وسمع الضجيج فلم تكن له همّة إلّا الهرب فخرج هاربا فى غلالة ودخل الناس من غير مانع حتّى استولوا على جميع ما فى العسكر ومضى قوم فى الطلب.
فتحدّث زرارة بن يوسف قال: بينا أنا فى الطريق إذ صرت فى موضع