للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «اركب إلينا لندفع إليك قارن والجبل وإلّا فاتك فلا تقيم.» فلمّا وصل الكتاب إلى الحسن ركب من [٢٨٤] ساعته وسار مسير ثلاث ليال فى ليلة حتّى انتهى إلى ساريه. ولمّا أصبح سار إلى خرّماباذ وهو يوم موعد قوهيار، وسمع حيّان وقع طبول الحسن فركب وتلقّاه على رأس فرسخ. فقال له الحسن:

- «ما تصنع ها هنا ولم توجّه إلى هذا الموضع وقد فتحت جبال شروين وتركتها وراءك فما يؤمنك أن يغدر بك القوم جميع ما عملت عليك، ارجع إلى الجبل وأشرف على القوم إشرافا لا يمكنهم الغدر إن همّوا به.» فقال له حيّان:

- «أنا على الرجوع وأريد أن أحمل أثقالى وأتقدّم إلى رجالي بالرحيل.» فقال له الحسن:

- «امض أنت فإنّى باعث بأثقالك ورجالك خلفك وبت الليلة بساريه حتّى يوافوك ثمّ بكّر من غد.» فخرج حيّان من فوره ولم يقدر على مخالفة الحسن. ثمّ ورد عليه كتاب عبد الله بن طاهر وهو بلبون [١] من جبال ونداهرمزد من أحصن جباله وكان أكثر مال مازيار بها، وأمره عبد الله ألّا يمنع قارن ممّا يريد من تلك الجبال والأموال. فاحتمل قارن ما كان لمازيار هناك من المال من ذخائر مازيار وسرخاستان وباستاندرة وبقدح السليان [٢] واحتوى على ذلك كلّه فانتفض


[١] . ما فى الأصل مهمل. فى آ: ملثون. فى مط: بلسون (مهملة) فى تد (٥١٠) : بليون. فى الطبري (١١: ١٢٨٧) : بلبورة.
[٢] . ما فى الأصل مهمل والضبط فى الكلمات الأخيرة من تد (٥١٠) . والعبارة فى الطبري (١١: ١٢٨٨) : فاحتمل قارن ما كان لمازيار هنالك من المال، والذي كان «بأسباندرة» من ذخائر مازيار وما كان لسرخاستان «بقدح السلتان» واحتوى..

<<  <  ج: ص:  >  >>