للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأى حيّان تحت أحمد برذونا ضخما نبيلا، فبعث إليه يسأله أن يقوده إليه ليراه، فبعث به، فلمّا تأمّله وجده مشطّب اليدين فزهد فيه وقال لرسول أحمد:

- «هذا لمازيار ومال مازيار لأمير المؤمنين.» فرجع الرسول فأخبر أحمد، فغضب [٢٨٣] من فعل حيّان به ذلك، وكتب إلى قوهيار:

- «ويحك لم تغلط فى أمرك وتترك مثل الحسن بن الحسين عمّ الأمير عبد الله بن طاهر وتدخل فى أمان هذا العبد الحائك وتدفع إليه أخاك وتضع من قدرك ويحقد عليك الحسن بن الحسين بتركك إيّاه وميلك إلى عبد من عبيده.» فكتب إليه قوهيار:

- «قد غلطت فى أوّل الأمر وواعدت الرجل أن أصير إليه بعد غد ولا آمن إن خالفته أن يناهضنى ويحاربني ويستبيح منازلي وأموالى وإن قاتلته وقتلت من أصحابه وجرت الدماء بيننا وقعت الشحناء ويبطل ما نحن فيه.» فكتب إليه أحمد:

- «إذا كان يوم الميعاد فابعث إليه رجلا من أهل بيتك، واكتب إليه أنّه عرضت لك علّة منعتك من الحركة وأنّك تتعالج ثلاثة أيّام فإن عوفيت وإلّا صرت فى محمل وسنحمله نحن على قبول ذلك منك.» ثمّ إنّ أحمد بن الصقير ومحمد بن موسى كتبا إلى الحسن بن الحسين وهو فى معسكره بطميش ينتظر أمر عبد الله بن طاهر وجواب كتابه بقتل سرخاستان وفتح طميش [١] فكتب إليه أن:


[١] . فى تد (٥٠٨) : طميس. بالسين المهملة، كالطبرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>