للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدعا قارن بعمّه عبد الله بن قارن أخى مازيار ودعا جميع قوّاده إلى طعامه. فلمّا أكلوا ووضعوا سلاحهم واطمأنّوا أحدق بهم أصحابه فى السلاح، وكتفهم ووجّه بهم إلى حيّان بن جبلة. فلمّا صاروا إليه استوثق منهم وركب حيّان فى جمعه حتّى دخل جبال قارن وبلغ مازيار الخبر، فاغتمّ وقلق وقال له أخوه كوهيار [١] :

- «فى حبسك عشرون ألفا من المسلمين ما بين إسكاف وخيّاط وقد شغلت نفسك بهم، وإنّما أتيت من مأمنك وأهل بيتك وقراباتك. فما تصنع بهؤلاء المحبّسين عندك.» فأمر بأن يخلّى جميع من فى [٢٨٢] محبسه. ثمّ دعا بكتّابه وخلفاءه وصاحب خراجه وصاحب شرطه وقال لهم:

- «إنّ حرمكم ومنازلكم وضياعكم بالسهل وقد دخلت العرب إليه، وأكره أن أسومكم [٢] فاذهبوا إلى منازلكم وخذوا الأمان لأنفسكم.» وواصلهم وأذن لهم فى الانصراف.

ولمّا بلغ قوهيار أخا مازيار دخول حيّان ساريه، أطلق محمد بن موسى عامل طبرستان من حبسه وحمله على بغل ومركب ووجّهه إلى حيّان ليأخذ له الأمان ويجعل له جبال أبيه وجدّه، على أن يسلّم إليه مازيار ويوثق له بذلك. وضمّ إليه أحمد بن الصقير وهو من مشايخ الناحية ووجوهها. فلمّا سار محمد بن موسى إلى حيّان وأخبره وسأله قوهيار قال له حيّان:

- «من هذا؟» - يعنى أحمد.

قال: «هذا شيخ هذه البلاد يعرفه الخلفاء ويعرفه الأمير عبد الله بن طاهر.»


[١] . فى الطبري (١١: ١٢٨٣) القوهيار.
[٢] . فى الطبري (١١: ١٢٨٤) : أشومكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>