ذكر سبب خلعهما لمّا استقامت الأمور للمنتصر بالله قال أحمد بن الخصيب لبغا:
- «إنّا لا نأمن الحدثان، وأن يموت أمير المؤمنين، فيلي الأمر المعتزّ فلا يبقى منّا باقية. والرأى أن نعمل فى خلع هذين الغلامين قبل أن يظفرا بنا.» فجدّ الأتراك فى ذلك وألحّوا على المنتصر بالله وقالوا:
- «نخلع هذين ونبايع لابنك عبد الوهاب.» وكان مكرما للمؤيّد والمعتزّ. فلم يزالوا به حتّى أحضرهما الدار، وذلك بعد أربعين يوما من ولايته. فلمّا حصلا فى [٣٤٩] دار واحدة من الدار قال المعتزّ للمؤيّد:
- «يا أخى لم أحضرنا؟» قال: «يا شقىّ للخلع.» فقال: «لا أظنّه يفعل بنا ذلك.» فبينا هم فى ذلك إذ جاءتهم الرسل بالخلع.
فقال المؤيّد:
- «السمع والطاعة.» وقال المعتزّ:
- «ما كنت لأفعل. فإن أردتم قتلى فشأنكم.» فرجعوا إليه فأخبروه. ثم عادوا بغلظة شديدة وأخذوا المعتزّ بعنف وأدخلوه إلى بيت فأغلقوا عليه. فقال لهم المؤيّد بجرأة واستطالة:
- «ما هذا يا كلاب قد ضريتم على دمائنا، تثبون على مواليكم هذا الوثوب، اغربوا قبّحكم الله، دعوني حتّى أكلّمه.» فكاعوا عن جوابه، ثمّ قالوا: