- «القه إن أحببت.» - فيظنّ أنّهم استأمروه لأنهم أقاموا ساعة ثمّ أذنوا له.
فقام إليه.
قال المؤيّد: فوجدته يبكى فقلت:
- «يا جاهل، تراهم قد نالوا من أبيك ما نالوا ثمّ تمتنع [١] اخلع ويلك.» فقال: «سبحان الله أمر قد طار فى الآفاق ووثق منه. أخلعه؟» قلت: «هذا قد قتل أباك وسيقتلك، فاخلعه وعش. فو الله لئن كان فى سابق علم الله أن تلى لتلينّ.» قال: «أفعل.» فخرجت وقلت:
- «قد أجاب.» فمضوا وعادوا فجزّونى خيرا. ودخل معهم كاتب ومعه دواة وقرطاس.
فجلس ثمّ أقبل على أبى عبد الله [٣٥٠] المعتزّ، فقال:
- «اكتب بخطّك.» فتلكّأ، فقال المؤيّد للكاتب:
- «هات قرطاسك، أملل ما شئت.» فأمّل عليه كتابا للمنتصر يعلمه فيه ضعفه عن هذا الأمر، وأنّه قد علم أنّه لا يحلّ له تقلّده، ويكره أن يأثم المتوكّل بسببه، إذ لم يكن موضعا له ويقول:«إنّى قد خلعت نفسي وأحللت الناس من بيعتي.» ثمّ قال المؤيّد: